إن السعودية والعراق هما أكثر البلدان اهتماماً بهذه التحركات وتخوفاً منها بعد الأردن الذي أصبح مصيره في كف عفريت -كما يُقال- ذلك أن اجتياح الأردن يعني فتح جبهة مباشرة معهما، وقد نددت إسرائيل بالدولتين على حد سواء زاعمة أن الصواريخ الصينية لدى السعودية والصواريخ العراقية المطورة تشكل أكبر تهديد لها، وفي أواخر رجب ألقى صدام حسين خطاباً بالغ الخطورة أعلن فيه احتمال تفجير الوضع في المنطقة وقيام حروب بين الدول العربية ونزاعات إقليمية (لكنه لم يسم الدول والأقاليم)، وأكد على ضرورة تفاهم العرب واجتماعهم لدرء الخطر الإسرائيلي!!
وعقب ذلك وأثناء هيجان الصحافة العالمية والإعلام العالمي عن نشوب حرب قام الملك فهد بزيارة حفر الباطن، وأقام فيها ثلاثة أسابيع، وهناك التقى بكل من صدام حسين والملك حسين وغيرهما، وفي تلك الأيام أعلنت الوحدة بين اليمنيين، وبدأ وكأن الأمة العربية -كما تسمى- في حالة تفاؤل، ووصل عدد من المسئولين العسكريين الغربيين إلى المنطقة منهم وزير دفاع بريطانيا التي تنفذ مشروعاً ضخماً في المملكة، وقام الأمير خالد بن سلطان (الذي أصبح بعد الأزمة قائداً للقوات) بزيارة لـباكستان استغرقت أسبوعاً.
وأنذر عدد آخر من زعماء العرب باحتمال قيام حرب جديدة منهم: حافظ الأسد، والقذافي، وياسر عرفات، وولي عهد الكويت، ووزير الخارجية السعودي، بل إن الصحافة العربية والمحللين والمراقبين السياسيين كانوا على معرفة بخطر قادم، فقد نشرت جريدة القبس الكويتية في: 3/5/ 1990م مقالاً بعنوان "كيسنجر يسأل بوش: ماذا إذا وقفت الصواريخ العربية كلها في خندق واحد؟" جاء فيه:
''إن التقارير التي ترد من واشنطن إلى وزارة الخارجية في إحدى الدول العربية تؤكد أن الخطة اليهودية تقضي بأن تكون إسرائيل، وقبل عام (2010م) أكبر دول المنطقة بعد مصر من حيث الإمكانات الديمغرافية (السكانية)، فليس اليهود السوفييت وحدهم هم الذين يتدفقون على الدولة العبرية بل إن الفائض الأمريكي سيتجه نحوها أيضاً، والمهم هنا أن البنية الجغرافية والديمغرافية لأكثر من دولة عربية لن تظل على حالها. كيف؟!
إن ما يحدث في لبنان هو النموذج، واليهود يعتقدون أنه كما تمت برمجة الانفجار في لبنان يمكن برمجته في بلدان عربية أخرى، فلا مشكلة هنا سوى رفع مستوى الفعالية اليهودية داخل الإدارة الأمريكية... إلخ''.
وأكدت الصحيفة أن ما تريده إسرائيل تفكيك الصواريخ العربية بل تفكيك الدول العربية، إلى دويلات.
ومن أغرب ما قرأته قبل نشوب الأزمة تصريح زعيم الرافضة "رافسنجاني" في خطبة الجمعة المنشورة بجريدة الحياة 14/8/1410هـ الذي قال فيه:
''يجب أن يستخدم العراق أيضاً الخليج عندما يسود السلام!'' فقد تساءلت يومئذ: كيف يجب وعلى من يقع هذا الوجوب؟